كلمة المحتفى به شربل بعيني
أيها الأحباء الكبار..
أتحتفلون بيوبيلي الفضي أنا المغمّس بالفقر وبالتشرّد.. الضائع بين وطنين أرى منهما وفيهما دنياي؟
أتأتون بالعظماء متحدثين، وبالأحباب من سيدني وملبورن وباقي الولايات مشاركين، وبيني وبين العظمة منأى؟
غريبٌ وضعي بينكم، وأنتم من أنتم، مركزاً، قداسة، أدباً ومحبة.
أفيكرّم من تكريمكم واجب عليه؟
أتيتم بالوطن سفيراً، وما علمتم أن حبي للوطن وسفيره الدكتور لطيف ابو الحسن أكبر من شرح المعاجم والموساعات، فهما الغاية ما دامت للشعر غاية.
أتيتم برجلي دين إذا ابتهلا ابتهلت الأرض والسماء، وإذا وعظا اشرأبت الآذان صاغية.. وما عرفتم أنني ما زلت أحبو في أروقة أدبهما حرفاً يعجز عن ابتكار كلمات شكر تليق بسيادة المطران يوسف حتي، وبفضيلة الشيخ تاج الدين الهلالي.
إتصلتم بالخارج، فوصلتكم كلمات الدكتور عصام حداد، والأديبين محمد زهير الباشا ونعمان حرب، وتهنئة الثقافة السورية، والرابطة الثقافية في معهد الأبجدية جبيل ـ لبنان، والحبيبين أنيس ونجاة مرسي ـ ملبورن، وما أدركتم كم أتعبت هؤلاء الأصدقاء طوال ربع قرن ونيّف، من أجل نشر أدبنا الاغترابي الناهض.
أتيتم بالدكاترة قاسم وخليل مصطفى، وعلي بزي، وبالشاعر نعيم خوري، وبالأدباء شوقي مسلماني ونبيل قدّومي ورفيق غنّوم.
أتيتم بالجمال الأدبي المتمثّل بشخص السيدة كارولين طاشمان، وبالجمال الفني المتمثّل بريشة الفنان علي حبيب، وضربتم عرض الحائط بتوسلاتي، بصراخي، وبعجزي عن رد جميل هؤلاء الأحبة.
فكيف أرد لأبناء بنت جبيل جميلهم، وقد حوّلوا "القرف" إلى شرف؟
كيف أرد لاتحاد عمال فلسطين، ورابطة احياء التراث العربي، وجمعية تضامن المرأة العربية في أستراليا، ومثقفي الجالية العربية السورية، والرابطة القلمية للنساء العربيات في المهجر، والملتقى الثقافي الاجتماعي، وجمعية المغترب الجنوبي، وأصدقاء شربل بعيني، وخاصة أولئك الذين تعبوا وضحّوا وزيّنوا بأزهارهم وكتاباتهم الرائعة.
كيف أرد لكل هذه الروابط فضلها، وقد زرعت الفرح في غربتي، وأهدتني وطناً من الكلمات نموذجياً، قد لا يسكنه إلا المحظوظون من أمثالي؟
أقف عاجزاً أمامكم، لا يشفع بي سوى عطفكم الانساني اللامحدود، وتشجيعكم للأدب والأدباء، فشكراً لكم جميعاً رجال دين ودنيا، إعلاميين صادقين، أدباء، شعراء، وأحباء كباراً.. فلولاكم لما كان الشعر، ولولاكم لما كان الفرح، ولولاكم لما كان هذا اليوبيل الفضي الرائع.
يا ذهب الجالية، يا ماس الكلمة، يا إعلام الحق، يا منظمي هذا اليوبيل، ماذا فعلتم بي في ذكرى "مراهقتي"؟ ماذا فعلتم بابن مجدليا؟ لقد فضحتموني، وقطعتم بنصيبي بعد أن بينتم عمري الحقيقي أمام الحلوين.. فسامحكم الله، وشكراً.
**