كلمة د. خليل مصطفى

   أصحاب السيادة والفضيلة
   الآباء المحترمون
   الأخوات الراهبات
   ممثلو الاعلام
   ممثلو الأحزاب والفئات الوطنية
   الأخوة رؤساء الجمعيات والمؤسسات الخيرية
   السادة الحضور..
   شربل بعيني الذي يحمل في جذوره تراب بلدته، وفي قلبه لبنان الذي أحب وقدّس، وبين يديه إنتاج فكري غزير، تتأصّل فيه اليقظة المثالية، وتأخذ طابع الإلتزام منّا بالتراث الثقافي، والترابط والاتصال التاريخي بظاهرة الأدب الذي نعيشه في اغترابنا.
   حصيلة خمس وعشرين عاماً بدأها "بمراهقة"، وتوّحها "بمناجاة علي"، وأسدل العنفوان عليها "بقرف".
   وها أنا أيها الشاعر الكبير أقف أمامك في يوبيلك الفضي لأنقل إليك تحيّات أبناء بلدتي في بنت جبيل التي كان لها القسط الوافر من ديوانك الأخير، حاملاً إليك كمشةً من تراب باحة جامعها مفعمة ببخور كنيسة مجدليا.
   أحمل إليك قطرات من عرق فلاح مجبول بمرارة شتول التبغ، منبعثة منها رائحة الصعتر، مزينة بالزعفران الأصفر، متوجة بالأقحوان الأحمر في حقول بلدتي. 
   أحمل إليك رسالة شكر من قبر الشاعر الإنساني الكبير موسى الزين شرارة.
   أحمل إليك قطرات من دم شرايين الأخضر العربي التي تفجّرت بوجه العدو الصهيوني دفاعاً عن القضية الفلسطينية.
   أحمل إليك قطعاً من قميص طائر النورس الشهيد واصف شرارة الذي اغتلته يد العمالة.
   أحمل إليك صورة القبور في بنت جبيل التي تضم مئات الشهداء.
   أحمل إليك لائحة بأسماء الأسرى من بلدتي في سجون الخيام.
   أحمل إليك ترنيمات الحسون وشدو البلابل مع نسمات الشعر والأدب لتدل على صحة أقوالك، وسلامة احساسك عن بلدتي التي تعض على جراحها تحت نير الاحتلال.
   أجل ايها الحضور الكريم، احمل كل هذا ليكون عرفاناً بالجميل الذي خططته أصابع الشاعر شربل بعيني في سبك كلمات "قرف" التي اعتاد اطفال ونساء وشباب وشيوخ بنت جبيل أن يسموه "درراً".
   أقدم لك هذا في يوم تكريمك ايها الشاعر الكبير كبر السنديانات في جوار بلدتي الت أقمتها من نفحك الأدبي وصولجان فكرك العملاق، وروح وطنيتك الصادقة.
   أيها الشاعر الفذ.. ماذا اقول لك؟
   هل يكفي أن أقدمك بكلام عادي مثل البشر؟ أم أرتقي الى منزلة المعصومين كي اوفيك حقك، أنت الذي يشهد لك القاصي والداني بأنك شاعر جريء، وصديق مخلص، وقلب محب.
   
**